النص الدستوري لدولة الكويت الخاص بالتعليم

دستور دولة الكويت هـو مجموعـة من المـواد التـي تحـدد نظـام الحكـم في الكويـت، ويقـوم بوضـع القواعـد التـي تحكـم السلطـات الثلاث التشريعيـة والتنفيذيـة والقضائيـة.

وقد اهتمت دولة الكويت بالتعليم اهتمامًا بالغًا، وبرز هذا الاهتمام من خلال دستور دولة الكويت الذي جعل التعليم إلزاميًا على المواطنين، وذلك لما للتعليم من دور كبير في تقدم المجتمع ورقيه.

تنص المادة (40) على ما يلي: التعليم حق للكويتيين، تكفله الدولة، وفقا للقانون وفي حدود النظام العام والآداب، والتعليم إلزامي مجاني في مراحله الأولى وفقا للقانون .

  • والمقصود بالمراحل الأولى ما يبلغ نهاية التعليم المتوسط بحيث لا يتجاوز الإلزام هذه المرحلة .

تاريخ التعليم في دولة الكويت

مر التعليم في الكويت بمرحلتين الأولى تمثلت بالفترة ما قبل التعليم النظامي وهي التعليم بواسطة الكتاتيب والثانية تمثلت بالمدارس النظامية.

ويرجع تاريخ أولى المدارس النظامية إلى عام 1911 حيث أنشئت أول مدرسة نظامية وهي المدرسة المباركية، فكانت النواة التي بني عليها التعليم في الكويت, وبعد إنشاء المدرسة المباركية تطور التعليم بشكل ملحوظ وانتشرت المدارس في جميع مناطق الكويت. وتوج هذا التطور بتأسيس جامعة الكويت عام 1966.

المرحلة الأولى: مرحلة المسجد

 image cap

مرحلة المطوع أو الملا

يعتبر المسجد - كما في معظم المدن الإسلامية- من أول أبنية المدينة، ولم يقتصر المسجد على الإمامة في الصلاة بل امتد ليشمل الوعظ وتعليم الدين وقراءة القرآن، ولذلك يعتبر المسجد أول مراحل التعليم في الكويت.

المقصود بالتعليم في هذه المرحلة هو التعلم على يد معلم متفرغ وفي مكان غير المسجد ، فكانت مرحلة مدارس المطوع أو الملا وهي أشبه بالكتاتيب في البلاد الأخرى، وقد فرض تطور الحياة في الكويت واهتمام أهلها بالتجارة وسفرهم إلى أقطار بعيدة ضرورة تطور أساليب التعليم.

ومن الأمور التي اهتم بها الملا أو المطوع تعليم الخط وحسن أدائه وجماله, حيث إن صاحب الخط الجميل كان مطلوبًا للعمل لدى التجار.

كما كانت معرفة حسابات الغوص وكيفية تقسيم الدخل بين النواخذة (ربابنة السفن) والبحارة أمرًا ضروريًا ، رافقه معرفة حسابات الجص المستخدم في طلاء البيوت وبنائها، ومعرفة حسابات الدهن (السمن) الذي كان سلعة أساسية في تجارة الكويت البرية مع ظهيرها البدوي في الصحراء المحيطة بها وبخاصة الظهير النجدي, حيث عرفت التجارة مع هذا الظهير في تاريخ الكويت " بالمسابلة " نسبة إلى سبيل أي طريق.

المرحلة الثانية: مرحلة التعليم النظامي


 image cap

افتتحت المدرسة المباركية في 22 ديسمبر 1911، وسميت بالمباركية نسبة إلى الشيخ مبارك الصباح- رحمه الله- وتعد أول مدرسة نظامية في تاريخ الكويت، وأول مدير لها هو الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، وقد قامت المدرسة منذ تأسيسها على مساهمات المواطنين من تبرعات بالإضافة إلى رسوم تسجيل الطلبة، حتى قام مجلس المعارف (وزارة التربية حالياً) بضمها عام 1936 لتصبح تحت إدارة الحكومة، واستمر التدريس فيها حتى عام 1985 حيث استخدم مبنى المدرسة لإنشاء المكتبة المركزية في الكويت.


 image cap

ثم أنشئت المدرسة الأحمدية عام 1921 والتي كانت امتداداً للإنجازات التي تمت في المدرسة المباركية، كما كان إنجازها لاستيعاب عدد الدارسين الجدد، كما ضمت مناهج المدرسة العلوم الحديثة واللغة الإنجليزية التي قوبلت بالرفض في المدرسة المباركية. وفي هذه الفترة طرأت تغييرات كثيرة على التعليم بالكويت، فقد افتتحت أول مدرسة تدرس الإنجليزية وهي مدرسة الإرسالية الأمريكية (عام 1917) كما تم افتتاح أول مكتبة وهي بيت علي العامر.

التخطيط التربوي:

هكذا سارت وزارات الدولة بعد الاستقلال وبخاصة في التربية والتعليم على الأسس التي بدأت في الخمسينيات، واستكملت لها أسباب الثبات والتطور ، فقد كان ملحًا في الوقت نفسه ضرورة التخطيط والتنظيم لتجاوزها وزيادة فعاليتها وتوسعها مسايرة لتلك التطورات، ولكي يحقق التعليم عائده الكامل للدولة والمجتمع أي يزيد في حسن أداء الدولة وفي تقدم المجتمع لابد من:

  • اعتبار التعليم حقًا من حقوق كل مواطن كالماء والهواء ، واعتباره مجانيًا للجميع وفي جميع المراحل.
  • توافر الفرص المتكافئة للمواطنين للحصول على نوع التعليم الذي يرتضونه، والذي يتناسب مع كفاياتهم، ودعم هذا التعليم حتى أقصى درجاته سواء أكان أكاديميًا أم فنيًا مهنيًا.
  • التركيز على حاجات المجتمع الأساسية من القوى العاملة اللازمة للتطور الاجتماعي - الاقتصادي - المحافظة على التراث الثقافي والقيم التي تكون ملامح المجتمع وهويته.

التطور التربوي:

أخذ هذا التطور اتجاهين:

  • باتجاه التطور في الكمية : فقد زادت فيه أعداد المدارس ، وزاد طلابها وطالباتها باستمرار، وتوسعت البعثات الطلابية ، وتطورت المباني والتجهيزات المدرسية, كما تغيرت هياكل الإدارة التربوية بما يتناسب مع كل ذلك ، وظهرت الإدارات المتعددة ، كما ظهرت في النهاية المناطق التعليمية في الكويت ، وقد عد ظهور المناطق التعليمية تحولًا من المركزية إلى اللامركزية في الإدارة التربوية، في الوقت الذي استكمل فيه السلم التعليمي الأكاديمي بإنشاء جامعة الكويت.
  • اتجاه التطور في النوعية : لقد برز هذا التطور في الأهداف التربوية العامة والخاصة وفي التخطيط التعليمي ، وتطوير المناهج ، وأنواع التعليم ، وفي تحديث الكتب المدرسية ، وفي إعداد المعلمين والارتقاء بمستواهم، وفي الخدمات التربوية والتعليمية والامتحانات وتطوير المكتبات وسياسة النقل.

ولعل من أبواب التسهيل لتناول تاريخ التعليم في السنوات الخمس والثلاثين الأخيرة أن نقسمه إلى ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى:

منذ الاستقلال عام ١٣٨٠ هـ ١٩٦١م حتى مؤتمر المناهج ۱۳۹۲هـ ۱۹۷۲م .

وقد استكملت الكويت في هذه الفترة نظامها التعليمي وحددت مبدئيًا معظم أهدافه، وبدأت في التخطيط لمستقبله بعمق، كما تابعت خدماته بشكل أكثر وعيًا وجدوى.

المرحلة الثانية :

ما بين سنتي ١٣٩٢ - ١٤١٠هـ (١٩٧٢ - ١٩٩٠م)

وقد وضعت في هذه الفترة أهداف التربية، واستكملت خططها الخمسية في جميع نواحي التعليم، وحددت أهداف كل مرحلة منه، وكل نوع كما حددها الخبراء وراجعوها، وسارت في طريق التطور النوعي بعدد من التجارب التعليمية، وتوسعت في عقد الاتفاقات الثقافية والتعاون مع مختلف مؤسسات الدولة من أجل إقامة المجتمع المتعلم.

المرحلة الثالثة :

ما بعد ١٤١٠هـ (١٩٩٠م)

ويتضح فيها ما نشأ عن كارثة الغزو العراقي من آثار سلبية على التربية والتعليم والجهود التي بذلت بعدها لمعاودة المسيرة التعليمية بعد التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسكانية التي وقعت.

تعليم الكبار ومحو الأمية:

كانت أمية المجتمع الكويتي في أواسط القرن العشرين تزيد في التقدير على ٨٥ إلى ٩٠، ولم تكن المبادرات لتعليم الكبار أكثر من مبادرات فردية ورغبات شخصية يبديها البعض لحاجتهم العملية إلى التعليم , وفي سنة ١٣٦٩ هـ ١٩٥٠م) قامت المحاولة الأولى بمبادرة من جمعية الإرشاد الإسلامي لإنشاء المدرسة الأهلية لمكافحة الأمية في دراسات مسائية يقبل فيها الراشدون ممن تتراوح أعمارهم بين ١٢ و ٢٥ سنة.

وقد استمرت هذه المدرسة إلى سنة ٦١ - ١٩٦٢ ويتضمن منهج الدراسة القراءة والكتابة والحساب بالإضافة إلى القرآن الكريم.

وعند قيام الحكومة الاستقلالية الأولى نقل الإشراف سنة ١٣٨٠ هـ ( ١٩٦١م) على برامج محو الأمية وتعليم الكبار إلى وزارة التربية والتعليم (آنذاك) التي اضطلعت بهذه المهمة وحدها بعد ذلك.

 image cap

وفي الجدول التالي ما يوضح توسع مراكز تعليم الكبار ما بين 1957 إلي 1961 م

السنة الدراسية

عدد المراكز

عدد الدارسين

1957-1958

1958-1959

1959-1960

1960-1961

4

8

16

19

430

2429

3187

4957